Posts

Showing posts from February, 2023

الفصل العشرون - يأجوج ومأجوج

الفصل العشرون  يأجوج ومأجوج مشهدٌ آخر من مشاهد أحداث النهاية عالقٌ في ذاكرة الناس، وهو مشهد يأجوج ومأجوج. ولو راجعت هذا المشهد في كتب التاريخ، لرأيت العجب، قصةٌ أسطوريةٌ وملحميةٌ من العصور القديمة بامتياز، دون أيّ أثرٍ لدليل على كلّ هذه التفاصيل. حتى نستطيع تتبّع هذه القصة منذ بدايتها ونكتشف خباياها لا بدّ أن نبدأ من حيث جاء ذكر (ذي القرنين).   من هو ذو القرنين؟ لن نذكر تلك الأحاديث التي ملأت الكتب، ولا تلك الروايات التي ازدحمت بها الشاشات عن صفة (ذي القرنين)، ولا التوقّعات التاريخية لهذه الشخصية العجيبة. الوقت لا يحتمل، والأمر أثمن من أن ننفقه في سرد تلك الحكايات. نستطيع من خلال فهم ما يعنيه الاسم، وفهم المواقف التي ذكرها القرآن عن هذه الشخصية، أن ندرك أبعاد هذه الشخصية الفريدة. (ذو القرنين) مشتقٌ من الفعل قَرَنَ، و(قرن) في قاموس اللغة له أصلان: الأصل الأول: جمع شيءٍ بشيءٍ. والأصل الثاني: نتوء شيءٍ بقوةٍ.  من خلال المنهج الذي نستخدمه، والذي يعتمد على أن كل كلمةٍ لها أصلٌ واحدٌ؛ لذلك يمكننا القول إن (قرن) هو جمع شيءٍ بشيءٍ أو ربط شيءٍ بشيءٍ، أما الأصل الث...

الفصل التاسع عشر- وَمَا عَلَّمنَـٰهُ ٱلشِّعرَ

  الفصل التاسع عشر وَمَا عَلَّمنَـٰهُ ٱلشِّعرَ   كنا قد تطرّقنا لمفهوم (الرسول) و(النبي) و(الوحي) في كتاب قولًا ثقيلًا، وأفردنا مجموعةً كبيرةً من التساؤلات، مثل: لماذا لم يأتِ أمر الخندق في غزوة الخندق عن طريق الوحي، وجاء عن طريق سلمان الفارسي؟ ولماذا كان الأذان للصلاة رؤيا لأحد المعاصرين، ولم يكن وحيًا من الله لنبيه؟ أسئلةٌ كثيرةٌ وعديدةٌ خلصنا منها إلى نتيجةٍ، وهي أنّ القرآن هو كلام الخالق، أما التفاعل مع القرآن فهو قدرةٌ بشريةٌ للنبي. هذه القدرة تحكمها مئات العوامل، مثل: الأرضية المعرفية، وطبيعة المجتمعات. الأمر الثاني الذي كنا قد خلصنا إليه هو أن رسول الله لم يُعلَّم تأويل القرآن على حقيقته كما أخبر الله في كتابه، وإنما كل إنسان ينهل من القرآن بقدرٍ معينٍ، والرسول عند هذه النقطة بشرٌ، ويجري عليه ما يجري على البشر.  (هُوَ ٱلَّذِیۤ أَنزَلَ عَلَیۡكَ ٱلۡكِتَـٰبَ مِنۡهُ ءَایَـٰتࣱ مُّحۡكَمَـٰتٌ هُنَّ أُمُّ ٱلۡكِتَـٰبِ وَأُخَرُ مُتَشَـٰبِهَـٰتࣱۖ فَأَمَّا ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِمۡ زَیۡغࣱ فَیَتَّبِعُونَ مَا تَشَـٰبَهَ مِنۡهُ ٱبۡتِغَاۤءَ ٱلۡفِتۡنَةِ وَٱبۡتِغَا...