مقدمة كتاب إسراء إسرائيل من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى
إن كان الإنسان في الماضي قد كوّن فكرةً عن الإله ثم
صوّرها في صورة شجرٍ أو حجرٍ ثم عبدها، فاليوم لا يختلف عن الأمس؛ فقد أصاب
التحجّر أفكار الناس عن الإله، رغم تناقضها مع ما أعلنه الخالق عن نفسه من خلال
كلماته.
ألم يأنِ للناس أن يُدركوا أنّ هذا العصر ليس عصر
الروايات غير المنطقية، ولا التعبيرات المليئة بالسجع والجناس والطباق، والتي ليس
لها أيّ دورٍ إلا مخاطبة شجون العامة وتحريك عواطفهم؟ رواياتٌ وأقوالٌ بسيطةٌ
وساذجةٌ ليس لها أدنى فائدةٍ، بل وفيها هدرٌ للطاقات وتوجيهٌ للفكر في اتجاهاتٍ
خاطئةٍ بالمرّة.
فيمَ يختلف هذا الكتاب عن كلّ كتابٍ قرأته؟ ولِمَ يختلف؟
هذا الكتاب مُتعلّقٌ بصورةٍ أساسيةٍ بالقرآن وتحليل
كلماته، وقدّم أدلةً من الصعب على أيّ باحثٍ محايدٍ إنكارها أو تجاهلها.
هذا الكتاب يقول مباشرةً إنّ هناك فهمًا مختلفًا للقرآن
لا يعرف عنه أكثر المؤمنين بالقرآن أيّ
شيءٍ، وأن هناك معلوماتٍ ومعارف مطموسةً بالجملة، وهو بذلك -لا شكّ- بُشرىً لكلّ
محايدٍ ومفكرٍّ، وزلزالٌ شديدٌ على كل مقلّدٍ وتراثيٍّ يظنّ أنه يؤمن بالله.
الحياد السلبي لن يجدي نفعًا مع هذا الكتاب، والتردّد سيضرّ صاحبه، والغفلة
مدمّرةٌ، والاستخفاف سفاهةٌ، وما بين التأكّد من حقيقة هذه الادعاءات أو زيفها هو
قراءة الكتاب بقلبٍ سليمٍ دون تحيّزٍ لفكرةٍ سابقةٍ، وتحرّي الإنصاف في أثناء
القراءة.
يحمل هذا الكتاب إعادة اكتشافٍ لكلمات الله بكلّ ما
تحمل الكلمة من معانٍ، وسوف تبدو الكلمات واضحةً ومباشرةً وبسيطة الفهم، لدرجةٍ
تجعل الإنسان يتحسّس عقله: لماذا غاب المعنى كلّ هذا الوقت؟
هذا الكتاب ليس موجّهًا إلى أصحاب معتقدٍ معينٍ، بل هو
لكلّ أصحاب المعتقدات؛ لأنه يُقدّم قراءةً منطقيةً وعقليةً، وينقل الدين من منطقة
الإيمان الغيبيّ إلى منطقة التفكير وطرح التساؤلات وفهم الغاية.
تلزم الإشارة إلى أنّ أفكار هذا الكتاب لن تتمّ بالكامل
إلا مع انتهاء الفصل الأخير، فمع كلّ فصلٍ يُضاف جزءٌ للصورة، حتى إذا وصلنا للفصل
الأخير اكتملت الصورة، وتمّت الإجابة عن الأسئلة التي يمكن أن تخطر على بال القارئ
في أثناء قراءة الفصول الأولى.
لا شكّ أن قراءة الكتب السابقة من سلسلة تلك الأسباب لا
سيما الجزء الثاني منها، الذي حوى شرحًا تفصيليًا للمنهج المستخدم في تحليل اللفظ
القرآني، ثم الجزء الثالث (الطور) والكتاب الرابع (قولًا ثقيلًا)، سوف يساعد
القارئ على تتبّع الفكرة منذ بدايتها، حتى يستطيع استيعاب ما جاء في هذا الكتاب.
في نهاية المقدمة سوف أضع مُلخّصًا للمنهج الذي أستخدمه في تحليل اللفظ القرآني في
نقاطٍ محددةٍ.
لقد حمل الكتاب عددًا من الأفكار الأصيلة، جاءت في
أربعة أبوابٍ، بمجموع عشرين فصلًا كاملًا، كما يلي:
الباب الأول: الروح
إنّ أثقل ما حمل هذا الباب هو التوصيف الدقيق لطبيعة
(الروح) و(النفس) بصورةٍ فيزيائيةٍ لم يسبق إليها أحد. إنه وصفٌ نُقدّمه للباحثين،
وسوف يوفّر عليهم كثيرًا، بل سوف يكون مفتاحًا لعملية إعادة الحياة للموتى على يد
الإنسان، والتي ناقشها الباب الثالث.
الفصل الأول: نظرةً في النجوم
قبل الحديث عن الإسراء وإسرائيل كان لا بدّ من فهم سورة
النجم. سورة النّجم هي المُتّكأ الذي يتّكئ عليه بعضهم في إثبات حادثة المعراج،
وفي الدّلالة على حجيّة السّنّة، وعلى أنّها وحيٌ مُلزمٌ من الله، وذلك بناءً على
تفسيرات مفسّرٍ لم يأخذ في حسابه مدلول الكلمات وسياقها، ولا حالة اللّفظ كما وردت
في القرآن. هذا الفصل يشرح مدلول لفظ (النّجم) بداية السّورة، ويضع نقطةً للانطلاق
إلى فهم باقي آيات السّورة. كذلك فإنّ السورة لا علاقة لها بحادثة المعراج، ولا
دخل لها بما يدّعيه المفسّر القديم. سورة النجم تشرح وتُفسر لغزًا مُحيّرًا، وهو:
كيف يعرف الإنسان؟ وهل هناك اتصالٌ بين الكون والإنسان يجري من خلاله نقل معرفةٍ
ما؟
سورة النجم وتحليل كلماتها أهدانا معرفةً لا تُقدّر
بثمنٍ، وهي فهم ماهية الروح وماهية النفس. قد يعتقد القارئ أننا نتحدّث هنا عن
نظرةٍ فلسفيةٍ أو وجهة نظرٍ شخصيةٍ، وهذا ما لا نقصده ولا نعنيه. إننا نتحدّث
ولأول مرةٍ عن وصفٍ تفصيليٍّ للروح والنفس، وطبيعة الروح والنفس المادية، والتي
لولا سورة النجم ما كان لنا فهمها. لم يحدث في التاريخ أن تطرّق أحدٌ لوصف الروح
والنفس بشكلٍ ماديٍّ بحتٍ كما جاء في هذا الكتاب.
الفصل الثاني: ما ضلّ صاحبكم
يبدأ هذا الفصل مع تحوّلٍ معرفيٍّ خطيرٍ، من خلال
فهم مدلول لفظ (صاحبكم) الذي جاء في سورة النجم، واستقرّ في وجدان المفسّرين أنه
رسول الله. تتبعٌ دقيقٌ للفظ (صاحبكم) في القرآن، وتحليلٌ متأنٍّ لكلمة (صحب)، سوف
يكشف لنا كيف فوّت الناس على أنفسهم معرفةً عظيمةً حيّرت أعظم فلاسفة العالم. إنه
لفظٌ يصف حالة مصاحبةٍ حقيقيةٍ للإنسان بصفةٍ عامةٍ، وحالةً مستمرّةً لا تنتهي إلا
بانتهاء حياة الإنسان ذاته. منهم مَن يستفيد مِن هذا الصاحب، ومنهم مَن لا يشعر
بوجوده ولا ينتفع منه بشيءٍ. ولعلّ فهم حقيقة الصاحب وعلاقته بالإنسان يُتيح
للأجيال القادمة والقارئة والمتطلعة فرصةً عظيمةً للاستفادة من هذا الصاحب، وتكوين
علاقةٍ متينةٍ معه تجرّ على الإنسان نفعًا لا يُقدّر بثمنٍ.
الفصل الثالث: الروح
مفهوم (الروح) و(النفس) في كلّ الثقافات والمعتقدات
وعلى مرّ الأزمنة من أكثر المفاهيم غموضًا. لقد صال الفلاسفة والحكماء وجالوا حول
هذه المفاهيم، ولكن دون أن يُقدّم أحدٌ منهم على الإطلاق وصفًا يُمكن قياسه
والتحقّق منه. لا أنكر أنّي في كتابي السابق (الطور) كنتُ قد أعطيت بعض التلميحات،
دون الخوض في وصف ماهية الروح؛ لأن الأمر وقتها لم يكن مطروحًا للنقاش، ولم أكن في
حالةٍ تسمح بالقيام ببحثٍ منفصلٍ يخصّ الروح.
بعد تحليل بداية سورة النجم، والوقوف على مفهوم الصاحب،
وبعد عناءٍ طويلٍ في البحث عن ماهية هذا الصاحب، إذ بالباب ينفتح، ويُطلّ علينا
الروح معلنًا عن وجوده، مُخبرًا عن ماهيته. لقد شمل هذا الفصل تحديد ماهية الروح،
والإشارة إليها بكلّ ثباتٍ، ولن يبقى للتأكّد من حقيقة ما سُقْتُه هنا إلا أن يقوم
مركز أبحاثٍ باختبار هذه المعلومات، وتعريضها للبحث والدراسة.
عشتُ عمرًا باحثًا، وأعلم جيدًا ما أقول، وخطورة أن
يكون هذا الادعاء خطأً، أو ليس بالدقة التي وصفتُها؛ ولكنّ اليقين الذي أمتلكه لكي
أشير بثباتٍ إلى ماهية (الروح) و(النفس) يصل إلى درجة المئة بالمئة. لحسن الحظ أنّ
مفهوم الروح والنفس ساقني إلى معلوماتٍ علميةٍ لديّ خبرةٌ جيدةٌ بها؛ ممّا سهّل
عليّ فهم الروح والنفس، وإعطاء تفصيلاتٍ دقيقةٍ عنهما.
الفصل الرابع: سدرة المنتهى
التعبير القرآني (سدرة المنتهى) شأنه شأن التعبيرات
القرآنية الكثيفة التي حُرِّفت بفجاجةٍ منقطعة النظير، لكي تنتهي إلى صورةٍ تجسيديةٍ
تصف حيّز الخالق، وهي كما جاء في التفاسير في السماء السابعة. وهذه الصورة لم يُشر
إليها القرآن، ولكنّها استقرّت في العقول بصورةٍ مثيرةٍ للدهشة. (سدرة المنتهى)
التي انتهى التفسير إلى أنها شجرةٌ عظيمةٌ في السماء السابعة كانت ركنًا عظيمًا في
الادّعاء بأنّ الرسول صعد إلى السماء، ووصل إلى هذه الشجرة العظيمة. تحليل اللفظ
القرآني أعطى تفسيرًا متسقًا تمامًا مع الآيات السابقة، ومع مسمّى سورة النجم
ذاتها. العجيب أن آيات القرآن تجذب الناس جذبًا للحقائق والمنطق، ويأبى الناس إلا
اختراع الأساطير وتصديقها والجدال عنها. كذلك غاص هذا الفصل بقدرٍ ما في تحليل لفظ
(الملائكة) ومعرفة وظائفها، وقد وجدنا اللفظ متّسقًا مع مدلول سورة النجم، ومتفقًا
تمامًا مع باقي الآيات.
الفصل الخامس: المعارج
تتضافر الآيات في أكثر من موضعٍ في كتاب الله لتنفي
تمامًا أيّ صعودٍ للرسول إلى السماء فيما يسمى رحلة المعراج. رغم أن هذا الأمر
قُتل بحثًا، وأنّ الآيات التي تنفي ما يُسمى بالمعراج ردّ عليها التقليديون،
ويعدّونها من الشبهات التي استطاعوا ردّها بزعمهم، إلا أنّ هذا الفصل تناول أمر
المعراج من أكثر من زاويةٍ، وحلّل أكثر من آيةٍ واضحةٍ وبيّنةٍ. نختم بهذا الفصل
رحلتنا مع سورة النجم وواقعة المعراج، ليصبح الطريق ممهّدًا للدخول إلى سورة
الإسراء.
الباب الثاني: الإسراء
هذا الباب هو الانقلاب المعرفي الثاني، فقد حلّل لفظ
(الإسراء) ومقدمة سورة الإسراء، ونفى أشياء ثابتةً في العقل (المسلم). هذا الباب
مليءٌ بالمفاجآت والتي تقوم جميعها على تحليل اللفظ القرآني بصورةٍ دقيقةٍ، مع
إجابةٍ شاملةٍ لكل ما يتبادر للذهن بشأن هذه التحليلات، وبشأن ما هو متعارفٌ عليه.
الفصل السادس: إسراء إسرائيل
هذا الفصل تحديدًا كفيلٌ بأن يجعل كلّ مَن يدّعي العلم
أو البحث يُراجع أفكاره، ليرى كيف أنّ القرآن شديد الوضوح والمباشرة، ورغم ذلك
انحرف الناس بكلمات الله بصورةٍ يندى له الجبين. تحليل اللفظ القرآني للآية الأولى
فقط من سورة الإسراء مرعبٌ لأقصى درجة؛ لأنه يكشفنا أمام أنفسنا، ويكشف قدر الزيف
الذي نحياه، ونظنّ أننا مهتدون.
هل سيخرج أحدٌ بعد هذا الفصل ويقول: إن الإسراء حدث لرسول الله محمدٍ؟
أعظم ما قدّم هذا الفصل هو صفعةٌ على وجه كل متحجّرٍ لا
يؤمن بكلام الله، واستبدله بأقوال البشر، فقد وضعه وجهًا لوجهٍ أمام اللفظ
القرآني، بأدلةٍ كالشمس، فإما أن يُراجع أفكاره ويتحسّس خطواته، وإما أن يحمل
تبعات إنكاره أو تغافله. فهْم الإسراء كما جاء في كتاب الله سوف يُغيّر خريطة
العالم (الإسلامي) عاجلًا أو آجلًا دون شكٍّ.
في نهاية الفصل جاء شرحٌ للسبب الذي جعل الإسراء يُشْكل
على الناس، ولماذا اعتقد الناس أن رسول الله محمد قام بهذه الرحلة. كذلك تناولنا
مفهوم (المسجد الحرام) و(المسجد الأقصى) كما وردا في القرآن، وليس كما يتصوّرهما
الناس.
الفصل السابع: إسرائيل
هذا الفصل تتبّع لفظ (إسرائيل) في القرآن، بعد تحليل
لفظ (الإسراء)، وأجاب على السؤال الهام: من هو إسرائيل؟ ولماذا سُمّي بنو إسرائيل
بهذا الاسم؟ وما دلالة ذلك في تاريخ البشرية؟ كذلك أشار هذا الفصل إلى رحلة
الإسراء، وإلى أين توجّه العبد الذي أسرى به الله؟ ولماذا قال (عبده) ولم يقل نبيه
أو رسوله، أو يصرّح بالاسم مباشرةً؟ سوف يخبرنا هذا الفصل تفاصيل رحلة الخروج
وترتيباتها التي كانت عَقِبَ رحلة الإسراء.
الفصل الثامن: الخروج
ما أجمل التعبيرات القرآنية! وما أشقى الناس الذين لا
يُقدّرون كلمات الله حقّ قدرها! مقدمة سورة الإسراء التي انطلق منها الناس في
عصورٍ مختلفةٍ وحتى عصرنا الحديث ليتوعّد كلّ طرفٍ الطرف الآخر بالفناء والقتل،
وعدّوها البيان الواضح لمعركة آخر الزمان وتفاصيلها، لا تحمل شيئًا من ذلك في
الحقيقة.
هل يمكن أن يضع هذا الكتاب حدًّا
لهذا التهويل وهذا التحريف لكلمات الله؟ هل يمكن أن يكفّ
الناس عن احتكار الله وعَدِّه ملكيةً خاصةً لهم، وأنه سوف يُسلّطهم على باقي الناس
ليفنوهم ويقتلوهم، والله في كتابه لم يقل ذلك البتة؟
هل يمكن أن يقرأ الناس التوجيهات الإلهية، والتي تنطق
بأنها توجيهاتٌ إلهيةٌ لكلّ البشر، وليست لفئةٍ معينةٍ، ويتوقّفوا فورًا عن تشويه
صورة الله؟
مقدمة سورة الإسراء تصف تطورًا عظيمًا في تاريخ
البشرية، وتشرح للناس كيفية التعامل مع هذا التطور، وهو الهجرات البشرية المستمرة
على مر العصور، والتي تتكرّر باستمرارٍ. خوضوا معارككم السياسية كما تشاؤون، ولكن
لا تُحرّفوا كلمات الله التي هي هدايةٌ للناس أجمعين.
الفصل التاسع: عيسى المسيح
من أجل فهم الآيات التي جاء بها المسيح عيسى ابن مريم،
مثل: إحياء الموتى وخلق الحياة، كان لزامًا أن يُحلَّل ويُفهَم لفظ (عيسى) ذاته
ولفظ (المسيح)، ومن ثمّ لفظ (الإنجيل). تحليل هذه الكلمات قادنا لفهم: لماذا بالغ
الناس في تقديس المسيح وجعلوه إلهًا. لا أبالغ إن قلت إنّ عدم فهم الآيات التي جرت
على يد عيسى ابن مريم جعلت كثيرين في حيرةٍ من أمرهم، وكان السؤال المطروح: إن كان
إنسانًا عاديًا فلماذا يُحيي الموتى؟ ولماذا خلق من الطين طيرًا فصار طيرًا؟
إذا كانت هذه الأفعال أفعال إلهٍ فلا بدّ أنّ المسيح
إلهٌ، أو على الأقل ابن إلهٍ بحسَب زعمهم. هذا الفصل مقدمةٌ لفهم إمكانيات الإنسان
القصوى، بل ومهمة الإنسان على الأرض، ومصيره بعد حين.
عندما تناول الفصل تحليل لفظ (عيسى) ولفظ (المسيح)
استطعنا إدراك السبب الذي جعل نبي الله عيسى حالةً خاصةً من النقاء والصفاء، بل
واستطعنا كشف سبب تسمية المسيح المخلّص بهذا الاسم عند بعض المعتقدات الأخرى، وما
علاقة اسم (المسيح) ببني إسرائيل. تناول الفصل أيضًا مسألة عودة المسيح، وفهم
جذورها بطريقةٍ مغايرةٍ لما هو مطروحٌ حاليًا، وكذلك أسطورة المسيخ الدجال
وجذورها.
الباب الثالث: عِلمٌ للساعة
أعترف أن هذا الباب خاض في موضوعاتٍ غايةٍ في الحساسية،
ولا أنكر أنّ كلّ فكرةٍ وردت في هذا الباب تحتاج لبحثٍ منفصلٍ قد يستغرق سنواتٍ.
كلّ ما ورد في هذا الكتاب عن الساعة والموت والبعث والآخرة والجنة والنار يخالف
تمامًا ما استقرّ في العقول. ليست أفكارًا شاردةً؛ وإنما التسلسل المنطقيّ هو الذي
قادنا لمثل هذه النتائج، فكلّ فكرةٍ تُهدينا فكرةً أخرى، حتى وصلنا إلى هنا.
الفصل العاشر: عِلمٌ للساعة
لفظ (الساعة) في القرآن لفظٌ دقيقٌ للغاية، ولا يعني
أبدًا يوم القيامة، بل هو حدثٌ مرتبطٌ بالقرآن وكلمات القرآن. ثلاث عباراتٍ
قرآنيةٌ يتدفّق من بين ثناياها العلم، وسوف تتغيّر كثيرٌ من المفاهيم عن الحياة
والحياة الثانية، أو قلْ الحياة الآخرة، وهذه المفاهيم هي: الساعة، وعلم الساعة،
وقيام الساعة.
قد يُشكّل تحليل لفظ (الساعة) صدمةً للقارئ؛ لأنه سوف
يكتشف أننا نعيش حالةً من الأساطير ليس لها علاقةٌ بالقرآن وتعبيراته، فالمعاني
واضحةٌ للحدّ الذي يشعر معه الإنسان بالخجل، أن يظلّ كلّ ذلك أسير رواياتٍ بسيطةٍ
وسطحيةٍ للغاية.
الفصل الحادي عشر: أخلق من الطين
هل يستطيع الإنسان أن يخلق الحياة؟ ما المانع؟ وهل في
القرآن ما يمنع ذلك؟ هذا الفصل فتح الباب على مصراعيه لفهم حدود استطاعة الإنسان،
وفهم قدرة الله، والفرق بين (الاستطاعة) و(القدرة). فهمُ هذه العلاقة وضَعَنا
وجهًا لوجهٍ أمام دور الإنسان في الكون، بل ومصيره بعد وقتٍ ليس ببعيدٍ.
أعتقد أنّ كل قارئٍ في حاجةٍ ماسةٍ
ليقرأ مثل هذا الفصل، لكي يطمئنّ ويعلم يقينًا أنّ حياته ليست عبثا، وأنّ مهمةً
عظيمةً تنتظره، ولكنّ لهذه المهمة شروطًا يجب أن ينتبه إليها ويعيها جيدًا.
الفصل الثاني عشر: اضربوه ببعضها
يستحقّ هذا الفصل بجدارةٍ أن يوصف بالزلزال، والذي لم
يكن لي مجرد التفكير في هذه الفكرة من دون فهم الساعة وعلم الساعة. سوف يستطيع
الإنسان هنا على الأرض إحياء الموتى، ليس مجرد إحياءٍ لمَن مات إكلينيكيًا، بل
يذهب الفصل إلى إحياء من مات قبل فتراتٍ طويلةٍ جدًا وأصبح عظامًا.
مشاهد قرآنيةٌ تلحّ على الإنسان كي يقرأها بعنايةٍ
فائقةٍ، وسورةٌ باسم البقرة أيضًا، وما أدراك ما البقرة؟. البقرة هي مفتاح العودة،
أو ما يمكن أن أسميه (البعث الأول) للحياة، وقد كانت البقرة في الهندوسية رمزًا
للحياة، وفي الحضارة المصرية القديمة رمزًا للخصوبة والحياة. ويبدو جليًا أنّ هذه
الأفكار لها جذورٌ دينيةٌ، والقرآن وضعها في إطارها الصحيح. آياتٌ كثيفةٌ للغاية
تتحدّث عن إمكانية الحياة الثانية، ومشاهد العودة على الأرض مرةً أخرى، ولا تحتاج
هذه الآيات إلا بعضًا من التعقّل والتفكير المُنظّم.
المصيبة أنّ العودة للحياة مرةً أخرى تتطلب أن يكون
الإنسان مُلمًّا بذلك، حتى تؤخذ الاحتياطات اللازمة لذلك، ومَن لا يفعل فقد جنى
على نفسه. انتهى هذا الفصل وما زالت الأسئلة تتوالى، والتي قد أُجيب عنها في الفصل
التالي (الآخرة).
الفصل الثالث عشر: الآخرة
عند مجرد تحليل لفظ (الساعة) و(علم الساعة)، ومن ثمّ
تحليل الآيات التي تُشير إلى استطاعة الإنسان إعادة الحياة للبشر في المستقبل،
أصبح مفهوم (الآخرة) أو الحياة الآخرة يفصح عن نفسه، ويُنادي: أنا هنا بخلاف ما
تعتقدون. هذه المفاهيم مرتبطةٌ ببعضها، وما إن تمّ حلّ واحدٍ منها حتى تداعت
المفاهيم الأخرى، ووَضُحت وباحت بما فيها. رغم كثافة الأدلة في هذا الفصل على
مدلول (الآخرة) وأنها حياةٌ ثانيةٌ سوف تجري على يد الإنسان، وأنها قبل يوم
القيامة، إلا أنّ غموضها والاعتقاد بأنها النهاية أو يوم القيامة لم يكن إلا بسبب
عدم فهم استطاعة الإنسان كما أشار إليها القرآن.
أعجب ما في هذا الفصل أنّ الآيات شديدة الوضوح، ولسوف
يُذهل القارئ كيف غاب تفسير الآيات كلّ هذا الوقت. المُقلق أنّ القرآن ذكر أصنافًا
من الناس لن يصلوا إلى الآخرة، وقد ذكر هذه النماذج من البشر في ثلاثة مواضع
مختلفةٍ. المفهوم الجديد للآخرة قد يبعث على الاطمئنان والراحة لدى كثيرين، وقد
يُثير الرعب في نفوس بعضهم. وفي الوقت نفسه قد لا يتقبّل هذا المفهوم كثيرٌ من
الناس؛ إما بسبب التراث الثقيل، أو بسبب كسلٍ معرفيٍّ، أو رغبةً في عدم خسارة ما
حقّقوه من وراء التديّن التقليدي.
كيف أخبرَ مفهوم (الآخرة) عن هذه النماذج؟ وكيف أشار
إلى عقوبتها من خلال آياتٍ يشيب لها الوليد؟ لم يعد الأمر مجرد تحليل كلماتٍ
وتعبيراتٍ، بل أصبح خبرًا بالدليل والبرهان على أخطاءٍ جسيمةٍ ارتُكبت في حقّ
كلمات الله، جرفتْها بعيدًا عن مواضعها وعن مدلولاتها.
الفصل الرابع عشر: أين المفر
حتى يستقرّ مفهوم (الآخرة) كان لا بدّ من تحليل بعض
المفردات التي استخدمها الناس بالمدلول نفسه، وهي تعبير (يوم القيامة) ولفظ
(الحاقة) و(القارعة) و(الواقعة). التعرّض لسورة القيامة في القرآن حلّ كثيرًا من
الإشكاليات، ووضّح كثيرًا من المتشابهات.
لا شكّ أن هناك فرقًا بين هذه المسمّيات، فكلّ مُسمىً
يشير إلى معرفةٍ معينةٍ، ولا تعني كلّها الحدث نفسه كما سوف نرى في هذا الفصل.
ربما نجد في الفصل إشاراتٍ لموعد يوم القيامة، والذي يبدو أنه بعيدٌ جدًا لأقصى ما
يتخيّل الإنسان، بل هو مرتبطٌ بالنظام الشمسي.
الفصل الخامس عشر: ولدان مخلدون
اختلفت الواقعة عن يوم القيامة، وحملت السورة تعبيراتٍ
عجيبةً، مثل تعبير (سبح باسم ربك العظيم) الذي لم يرد في القرآن إلا في ثلاثة
مواضع مرتبطةٍ بالقارعة والواقعة؛ ممّا يشير إلى تغيّرٍ عظيمٍ سوف يطرأ على الكون.
قبل القارعة والواقعة كان التعبير السائد هو (سبح بحمد ربك) لكنْ بعد ذكر القارعة
والواقعة اختلف التعبير إلى (سبح باسم ربك العظيم). وما بين الحمد والاسم طاقةٌ لا
حدود لها.
منحتنا السورة فرصةً لفهم إمكانية الخلود في حق البشر،
من خلال تحليلٍ دقيقٍ للفظ (وِلدانٌ مُخلّدون). وفي نهاية السورة تعرّضنا لمشهدٍ
وصَفَ إعادة الحياة للإنسان، والآيات التي بدأت بقول الله: (فلولا إذا بلغت
الحلقوم)، وكان قد فُسّرَ على أنه مشهدٌ لخروج الروح. هذا المشهد يشير بقوةٍ
لإعادة الحياة على يد الإنسان ذاته، وليس لانتهائها.
الفصل السادس عشر: أشرقت الأرض
ما زال الحديث موصولًا عن البعث والآخرة، إذ نستكمل في
هذا الفصل الحديث عن الجنة والجحيم ومفهوم العذاب.
كان الجدل على أشدّه في تحديد جنة آدم التي هبط منها،
وهل هي على الأرض أم في السماء. في هذا الفصل لا نتحدّث عن جنة آدم، ولكنْ عن جنة
الآخرة، والتي يؤيّد القرآن بأدلةٍ كثيفةٍ أنها على الأرض، بل الأرض مركزها
الرئيس.
سوف نرى في هذا الفصل الفرق بين (جنات عدنٍ) و(جنات
الفردوس) وسوف نتطرّق للفروق بين (الجحيم) و(جهنم) و(النار) و(سقر). مفاهيم
متكاملةٌ تمامًا مع مفهوم (الآخرة) الذي توصّلنا إليه من خلال هذا الكتاب. شرحٌ
مفصّلٌ للتعبير القرآني (خالدين فيها)، والذي لا يعني بقاءً إلى ما لا نهايةٍ،
ومفهومٌ جديدٌ للعذاب، ومعلوماتٌ عن فناء بعض النماذج البشرية تمامًا من خلال
تحليلٍ لقدرٍ كبيرٍ من المفردات والتعبيرات القرآنية.
الباب الرابع: الحج
أستطيع بكلّ سهولةٍ أن أدوّن هنا أنّ أحدًا من قبل لم
يتناول جميع الألفاظ والتعبيرات التي تتعلّق بالحجّ بالتحليل المفصّل كما فعل هذا
الباب. هذا الباب لا يحتاج إلّا طريقة تفكيرٍ مستقيمةً لندرك أننا أبعد ما نكون عن
كلمات الله. السهولة التي بدأ بها مفهوم الحجّ تُشعر الإنسان بالخجل؛ إذ كيف مرّ
كلّ هذا الوقت ولم يصل الناس إلى مفهوم الحجّ كما أشار إليه القرآن.
الفصل السابع عشر: أذّنْ في الناس بالحج
ما مدى قبول الناس لفكرة أنّ ما يقومون به اليوم ظانّين
أنه الحجّ ليس له وجودٌ في كتاب الله، وكلّ ما يحدث هو مجرّد مقارباتٍ للتعبيرات
القرآنية لا أكثر؟
مفهوم الحجّ من أعظم المفاهيم التي حددت علاقة الإنسان
بالكون، بل ووجّهت الإنسان لطريقةٍ من أعظم الطُرق للوصول للخالق. سوف نرى في هذا
الفصل شرحًا مفصّلًا لعلاقة الأنعام بالحج، ودور الإنسان في هذا الكون. فصل الحجّ
وحده كفيلٌ بأن يطأطئ رؤوس المتكبرين الذين طمسوا كتاب الله، وزوّرا كلماته،
وأضلّوا الناس بغير علمٍ. مفرداتٌ مثل: (البيت الحرام) و(البيت العتيق)
و(المسجد الحرام) و(الكعبة) و(مكة) و(بكة) و(الهدي) و(القلائد) و(الشهر الحرام)
كلّها تصبّ في معينٍ واحدٍ مُنسجمٍ مع موضوع الحج الذي جاء في القرآن بصورةٍ لا
مثيل لها.
لقد أخبر القرآن عن البيت الذي وَضع نبي الله إبراهيم
قواعده، بصورةٍ غير التي تناولها الناس. كيف غفل الناس عن هذا المفهوم الذي هو
محور وجود الإنسان في هذه الحياة؟ وكيف حوّلوه إلى طقوسٍ ليس لها وجودٌ في كتاب
الله؟ باب الحج بالنسبة إليّ هو بابٌ مفصليٌّ في المنظومة الفكرية للأمة التي تقول
أنها أمةٌ مسلمةٌ؛ لأنّ هذا الباب يكشف هشاشة التدين القائم على التقليد. وأزعم أن
هذا الباب سوف يغيّر نظرة كلّ مَن يقرؤه لمسألة التديّن والدين بالكامل؛ لأن ألفاظ
الحج كانت مباشرةٌ وواضحةٌ وتُخبر عن نفسها، ورغم ذلك أضاعها الناس.
الفصل الثامن عشر: الصفا والمروة
استمرّ هذا الفصل في شرح مفردات الحج، مثل: (الصفا)
و(المروة) و(عرفات)، وعلاقة هذه المفردات بمفهوم الحج الجديد، وكيف عبّرت عن مراد
الله. مفاهيم لو فطن لها الناس وتعاملوا بها لما كان هناك حاجةٌ لكلّ هذا العنت
والاختلاف، ولَصارت البشرية في أرقى صورها. تناول هذا الفصل كذلك مفهوم (الحج
الأكبر) الذي جاء في سورة التوبة، وهذا الحدث سوف يأتي في المستقبل، ولم يحدث في
الماضي كما يظنّ بعضهم، أو أنه يوم عرفة كما اعتقد آخرون. إنه يومٌ في المستقبل،
وهو يومٌ عصيبٌ بكل ما تحمل الكلمة من معنىً، بل سوف يكون يومًا فارقًا في تاريخ
البشرية.
الفصل التاسع عشر: وما علمنه الشعر
هذا الفصل تعرّض للسؤال الهامّ: هل فعل الرسول الحجّ
بالمفهوم القرآنيّ أم لا؟ ما الذي حدث حتى لا يفطن الناس لمفهوم الحج كما جاء في
القرآن، ويُبدّلوا تعليمات القرآن بهذا الشكل، ويصبح الحج أقرب للوثنية منه لدين
الله؟ سوف يخوض هذا الفصل في سورة الشعراء، وتحليل كلمة (شاعر) ولفظ (الشعر)،
ودلالة كلّ ذلك على شخصية رسول الله محمد.
الفصل العشرون: يأجوج ومأجوج
هذا الفصل خاتمة الكتاب، والذي وضع حدًا لكثيرٍ من
الأساطير التي ليس لها علاقةٌ باللفظ القرآني. مجرّد تحليل اللفظ القرآني أضاف لنا
معلوماتٍ غايةً في القيمة عن ذي القرنين وجولاته في الأرض. كذلك أخذنا هذا الفصل
في رحلةٍ عجيبةٍ لفهم (يأجوج ومأجوج)، ووضَعَ حدًّا لروايات الرعب غير المبرّر من
هذين الكيانين. عندما يتّحد اللفظ القرآني مع المدلول الفيزيائي ويُصهَر كلّ ذلك
في بوتقة التفكير العلمي فسوف نخرج بنتيجةٍ منطقيةٍ عن ماهية يأجوج ومأجوج، بعيدًا
عن التهويل و الخيالاتء.
يكاد هذان
التعبيران يثيران الضحك من بساطتهما مقابل الرعب الذي سبّباه للناس، وكأنّهم
كائناتٌ أسطوريةٌ متوحشّةٌ. كذلك فقد وضعَ هذا الفصل تصوّرًا لدابة الأرض من خلال
سياق الآيات، وربط بعض المشاهد القرآنية، لنخرج بنتيجةٍ منطقيةٍ ومعقولةٍ بعيدًا
عن المبالغة.
***
قبل المباشرة بقراءة الكتاب أودُّ أن أشير الى أمرٍ
هامٍ، وهو أنّ كلّ فصلٍ من الفصول احتوى عددًا من الأدلة الرئيسة القوية والواضحة،
ثم عددًا لا بأس به من الأدلة الثانوية أو المساعدة في توضيح الفكرة. الانطلاق من
دليلٍ ثانويٍّ لتكذيب الدليل الأساسيّ علامةٌ على خللٍ معرفيٍّ، وأُعيذ القارئ أن
يسلكه حتى لا يُضلّ نفسه، لا سيما مع وجود حملٍ ثقيلٍ من المعلومات التي اكتسبها
الإنسان بالوراثة، ويظنّ أنّها الحقيقة المطلقة.
ما الإنسان إلا حلقةٌ من ضمن ملايين الحلقات التي
تتكوّن منها البشرية، وعلى كلّ إنسانٍ أن يقوم بدوره بقدر ما يستطيع، وهذا ما
سعيتُ إليه، فإن كنتٌ موفّقًا فهو فضلُ الله يؤتيه من يشاء، وإن كانت الأخرى فحسبي
أني لا أبتغي بهذا الكتاب إلا وجهه، وهو يعلم ما في أنفسنا جميعًا ولا نعلم ما في
نفسه.
نبدأ بعون الله..
ملخص المنهج المستخدم في تحليل اللفظ القرآني
النقاط التالية تُمثّل ركائز المنهج المستخدم في تحليل
اللفظ القرآني في سلسلة تلك الأسباب: (ولمراجعة المنهج بشيءٍ من التفصيل يُرجى
العودة للجزء الثاني من الكتاب إلى الفصل الأول والثاني)
- اللغة هبةٌ إلهيةٌ
من الله، اصطفى آدم وأعطاه القدرة على التسمية ووصْفِ المسميات بكلّ دقةٍ
(النظرية التوقيفية)، والتي انتقلت منه إلى البشرية.
- ألفاظ القرآن جميعها
ألفاظٌ حقيقيةٌ ليس فيها مجازٌ، ولها خاصية الإفصاح عن نفسها، وتحمل مفاتيح
فهمها.
- الألفاظ خارج القرآن
يُحتمل فيها أن تكون حقيقيةً تصف المُسمّى بكل دقّةٍ، أو غير حقيقيةٍ وليس
لها دلالةٌ أو اعتباطيةٌ.
- جذر الكلمة يُمثّل
حالةً عامةً لها صفاتٌ وخصائص محددةٌ، ولكل كلمةٍ جذرٌ واحدٌ فقط، ولا يمكن
وصف الجذر بكلمةٍ واحدةٍ بل بتعبيرٍ كاملٍ.
- الحالة العامة
للجذور قد يكون له مدلولان: مدلولٌ ماديٌّ يمكن تجسيده، ومدلولٌ غير ماديٍّ
يحمل الصفات والخصائص نفسها.
- هناك علاقةٌ وثيقةٌ
بين الحالة الوصفية للجذر ومدلوله الفيزيائي؛ فالجذر الثنائي تتغيّر حالته
بتغيير الحرف الثالث بشكلٍ منتظمٍ تبعًا للمدلول الصوتي للحرف الثالث.
- وجود أكثر من أصلٍ
للجذر الواحد يتنافى مع كون اللغة هبةً إلهيةً؛ لذا يجب دراسة الأصول
المتعددة، وإرجاعها إلى أصلٍ واحدٍ، وقد دُرست بعض هذه الجذور، فالمعاجم بها
أصولٌ متعددةٌ للجذر نفسه، وهذا يتنافى مع حقيقة النظرية التوقيفية.
- لا يمكن للجذر
الواحد أن يحمل أصلان متضادان؛ لأنّ ذلك يتنافى مع كون اللغة هبةً إلهيةً.
والصحيح أنّ للجذر أصلًا واحدًا يُمثّل حالةً عامةً، تفرّع منها التضاد.
والمعاجم بها أصولٌ متضادةٌ، وهذا يتنافى مع النظرية التوقيفية.
- لا يمكن فهم اللفظ
إلا من خلال السياق، وفي إطار الحالة التي يصفها بكلّ دقةٍ دون التدخل
بالزيادة أو النقصان.
- يُصرف اللفظ إلى
الحالة الأشهر التي يمُثّلها، ما لم توجد قرينةٌ تصرفه إلى حالةٍ أخرى بدليلٍ
قويٍّ، وليس مجرد رؤيةٍ شخصيةٍ.
- آيات القرآن
جاءت من خارج الإطار المعرفي للنبي صلوات ربي عليه، فتفاعل معها واستخرج
الأحكام، فجاءت أقواله وأفعاله -ما عدا القرآن- من داخل إطاره المعرفي.
Comments
Post a Comment